قصة ميرا الفتاة الذكية
في قرية صغيرة تقع بين جبال الألب السويسرية، كانت تعيش فتاة صغيرة تدعى “ميرا”. كانت ميرا تبلغ من العمر ست سنوات، وكانت مشهورة في القرية بذكائها الحاد وفضولها الذي لا ينتهي. كان والداها يعملان في زراعة العنب، وكانت ميرا تقضي الكثير من وقتها في مساعدة والديها في الحقول، لكنها كانت دائمًا تتساءل عن كيفية نمو النباتات وكيف تعمل الطبيعة.
كانت ميرا تحب الذهاب إلى المدرسة، وتنتظر بفارغ الصبر كل صباح لتتعلم شيئًا جديدًا. كانت معلمتها، السيدة “ألبا”، تشعر بالإعجاب الكبير بميرا، وتصفها دائمًا بأنها تلميذة متميزة. لم يكن هناك سؤال تصعب الإجابة عليه بالنسبة لميرا، وكانت دائمًا تبحث عن المزيد من المعرفة.
في أحد الأيام، بينما كانت ميرا تسير مع والدها في الغابة القريبة من منزلهم، لفت انتباهها شيء غريب. كان هناك جدول ماء صغير يجري بالقرب من الأشجار، ولكن المياه كانت تبدو غريبة؛ كانت عكرة وبطيئة الجريان. سألت ميرا والدها عن السبب، فأجاب: “ربما هناك شيء ما يسد مجرى الماء. من الأفضل أن نتحقق من الأمر.”
قرر والد ميرا أن يستدعي بعض الجيران لمساعدته في التحقق من المشكلة، ولكن ميرا لم تستطع الانتظار. كانت تفكر في كيف يمكنها أن تحل هذه المشكلة بنفسها. في صباح اليوم التالي، أخذت ميرا حقيبتها الصغيرة وملأت فيها بعض الأدوات: مجرفة صغيرة، وحبل، وكتابها المفضل عن الطبيعة.
عندما وصلت ميرا إلى الجدول، بدأت في تتبع مصدر المشكلة. لاحظت أن هناك الكثير من الأوراق المتساقطة والأغصان الصغيرة التي تسد مجرى الماء. دون تردد، بدأت ميرا في إزالة العوائق باستخدام مجرفتها الصغيرة. كانت العملية بطيئة ومتعبة، لكنها لم تتوقف.
بينما كانت تعمل، سمعت ميرا صوتًا قادمًا من الخلف. كان السيد “باسكال”، جارهم الذي كان معروفًا بخبرته في الزراعة. قال لها بابتسامة: “ما الذي تفعلينه هنا، يا ميرا؟”
أجابت ميرا بحماس: “أحاول تنظيف الجدول، يبدو أن الأوراق تسد المجرى.”
أعجب السيد باسكال بإصرار ميرا، وقال: “أنت فتاة ذكية ومجتهدة. دعيني أساعدك في هذا العمل.” وبالفعل، بدأ الاثنان معًا في إزالة المزيد من العوائق.
بعد ساعات من العمل، عاد الماء يتدفق بحرية ونظافة، وشعرت ميرا بالفرح والرضا. شكرها السيد باسكال على مجهودها، وقال: “لقد قمتِ بعمل رائع يا ميرا، يجب أن نخبر الجميع في القرية بما فعلتِ.”
عندما عادت ميرا إلى المنزل، كانت مرهقة ولكنها سعيدة. وفي اليوم التالي، أخبر السيد باسكال كل أهل القرية عن ما قامت به ميرا. شعر الجميع بالفخر بها، وتعلموا درسًا مهمًا عن أهمية العمل الجماعي والاهتمام بالطبيعة.
بعد هذا الحدث، أصبحت ميرا أكثر اهتمامًا بالبيئة والطبيعة. بدأت في قراءة المزيد من الكتب عن كيفية الحفاظ على البيئة، وأصبحت قائدة صغيرة في مجتمعها، تشجع أصدقائها على الحفاظ على نظافة الغابة والأنهار.
كبرت ميرا، وأصبحت عالمة في البيئة. عملت على حماية الغابات والأنهار في جبال الألب، وكانت دائمًا تتذكر كيف بدأت رحلتها في حماية الطبيعة منذ أن كانت طفلة صغيرة في قريتها.
وأصبحت ميرا مصدر إلهام للجميع، خاصة الأطفال الذين كانوا يرون فيها قدوة عظيمة. كانوا يسمعون قصتها ويقولون لأنفسهم: “إذا كانت ميرا قادرة على تحقيق كل هذا عندما كانت في السادسة من عمرها، فإننا أيضًا نستطيع أن نحقق أشياء عظيمة إذا حاولنا بجد وإصرار.”
وهكذا، بقيت قصة ميرا تُروى في القرية، وأصبحت رمزًا للذكاء والشجاعة والعمل الجاد من أجل الطبيعة والمجتمع.